ألفرد أدلـر رائد علم النفس الحديث

أدلر الصبي

ولد ألفـرد أدلر يوم 07 فيفري 1870 برودلفشايم في فيينا. وهو الابن الثاني بين ستة إخوة من عائلة تاجر شبه برجوازي. عرف أدلـر بالتجربة الشخصية دلالة الضعف البدني، إذ كان سقيما وغالبا ما يتعرض لأزمات اختناق، وعلى العموم كان ذا جسم هش ضعيف المقاومة. توفي أخوه الأصغر بجواره وهو في سن الثالثة من العمر. وأصيب ألفرد بالكساح مبكرا فلم يقدر على المشي إلا في السن الرابعة، وبعدما استطاع المشي أصيب بالتهاب رئوي حاد عند بلوغه الخامسة. وخلال ذلك تسربت إلى أذنه كلمات حوار بين أبيه والطبيب أوحت له أن موته حتمي، فاستولى على ألفرد الخوف من الموت بقوة إلى درجة الغرق فـيه. لكنه شفي وإثر ذلك قرر أن يصبح طبيبا، اعتقادا منه أن كونه طبيبا ربما يجعله أكثر تسلحا ضد الموت. هكذا عوض الإذعان لحياة التمارض والفراش اتخذ أدلر قرارا بمجابهة الموت. هذه السيرة تبين بوضوح ما سيحدث لاحقا في حياة أدلر، وتكشف لماذا كان أول كتاب لأدلر حول قصور الأعضاء.

في مرحلة التمدرس، كان ألفرد تلميذا متوسطا استغرق وقتا طويلا لإقناع والده بتدريسه. كان يحب أن يذكر منعرجا حاسما في مشواره المدرسي: لقد كان ضعيفا في الرياضيات إلا أنه في إحدى المرات أدهش معلمه خلال تمرين جعل المعلم حائرا. وقع القسم في ورطة أمام أحد تمارين الرياضيات، حيث عجز جميع التلاميذ ومعلمهم عن حله. عندها تطوع التلميذ ألفرد لصياغة حل وكان محل سخرية زملائه وابتسامات المعلم. ورغم حرجه لم يفقد ألفرد شجاعته بل واصل برهانه على أن المسألة لم تكن مطروحة بشكل سليم، وبالتالي لم تكن قابلة للحل. واعتبارا من ذلك اليوم أصبح أدلر رياضيا جيدا وأحيانا الأحسن بين زملائه.

الشاب ألفرد الذي صار تلميذا نجيبا متفوقا، اجتاز بنجاح سنة 1888 اختبار الماتورة (امتحان مجلس المدرسة) ليشرع بعده في دراسة الطب بجامعة فيينا. وخلال سنتي (1889 – 1890) انخرط كعضو في جمعية الطلبة النمساويين (الاشتراكيين)، ثم أصبح العضو الدائم في نفس الجمعية، وبعدها بسنوات أصبح عضوا مؤسسا لمنظمة الطلبة. تقدم سنة 1891 كمتطوع لمدة سنة في الجيش المجري في الصف الأول.

أدلـر الطبيب

سنة 1895 تحصل أدلر على الدكتوراه في الطب من جامعة فيينا، ليشتغل كمتربص ممارس في عيادة فيينا. اختار بعد ذلك التخصص في طب العيون لكنه سرعان ما تخلى عنه ليبقى طبيبا عاما. ثم سنة 1896 عاد ليكمل الشطر الثاني من الخدمة الوطنية في فريبورغ بصفته مواطنا مجريا، وأصبح بعد نهاية الخدمة مساعد نائب طبيب. في عام 1897 نشر أدلر أولى مقالاته في جريدة العمال تحت اسم مستعار “علاء الدين”، وشارك في المؤتمر الدولي للأطباء بموسكو. وفي ديسمبر من نفس السنة تزوج أدلر في موسكو بالآنسة رايسه تيموفيفنا آبشتاين، ابنة أحد المهاجرين الروس. وأنجب منها في السنة الموالية ابنته “فالونتين دينا”. وفي نفس السنة 1898 أصبح رئيس منظمة الطلبة(الاشتراكيين).

معرفة أدلر بعلم التاريخ وعلم النفس والفلسفة الألمانية (خاصة شوبنهاور وكانط ونيتشه) وقراءاته للتوراة وأعمال شكسبير والتراجيديات اليونانية وفصاحته الطبيعية، كل ذلك  جعله قبلة الأنظار في المقاهي الأكثر شعبية بفيينا وحبه للمخالطة ومزاجه المرح زادا في شعبيته. كان في الوقت ذاته واعيا بالمشاكل المجتمعية، عندما فحص العمال الكادحين أثارت انتباهه الظروف المزرية التي يعملون فيها. كما انشغل بالمشاكل الاجتماعية الأليمة للخياطين، وألَّف سنة 1898 أول كتاب له تحت عنوان “الصحة من أجل حرفة الخياط”، رافقته محاضرات حول ضعف صحتهم أثرت في الرأي العام والسلطات المحلية إلى درجة أدت إلى إجراء إصلاحات اجتماعية لصالحهم. اتجه حديثه في كتيبه هذا نحو إبراز العلاقة بين الحال الاقتصادية والأمراض المختصة بحرفة معينة وكذا عرض الأخطار الصحية العمومية الناتجة عن تدني مستوى المعيشة. يقر سبربر (1972. 42) أنه لا يوجد طبيب عام يمكنه أن ينشغل بمفهوم كهذا يسمح بدراسة الإنسان “كنتاج للمجتمع لا كنتاج معزول”. وبذلك الكتيب شق أدلر طريقه في اتجاه علم النفس سواء أدرك ذلك في حينه أم لا. تأثر أدلـر بعدها بريتشارد كرافت-إبينغ رئيس جمعية الأعصاب بفيينا، الذي تابع محاضراته، فاتجه نحو علم الأعصاب راجيا ربط انشغالاته الاجتماعية مع تكوينه الطبي. لكنه لم يلج بعد عالم الطب النفسي ولم يسخر نفسه للأبحاث النفسية، رغم اهتمامه المتجدد دوما بفحص نفسية المرضى لأجل معرفة عملية أعمق بهم بغية توظيفها في علاجهم وفي علاقاته معهم ومع عائلاتهم.

أدلر الطبيب النفساني

سمع أدلر لأول مرة فرويد يعرض أفكاره -سنة 1899 أو 1900- أمام جمعية أطباء فيينا. كان أدلـر قد عرف كتاب “تفسير الأحلام” الجريء في طرحه المليء بالملاحظات والفرضيات.

قدم أدلر تقريرا حول عرض فرويد وطالب في ختامه بمناقشة هذه الأطروحات هذه مع مؤلفهـا بطريقة موضوعية، دون أن يتبنى هو شخصيا هذه الأفكار ولا أيدها. تبعا لهذا بعث فرويـد برسالة إلى أدلر أخبره فيها أنه يعتبر مقاله أحسن ما كتب عنه. تلا هذا أول لقاء بين رجلين على أعلى درجات التباين. سنة 1902 شرع أدلر في تقديم منشورات في الطب الاجتماعي (استمر فيها إلى غاية 1904). وفي نفس السنة دعا فرويد كلا من ” كاهان” و”رايتل” و”ستيكل” و”أدلر” لتشكيل فوج عمل مساء الأربعاء، والذي أصبح أول جمعية للتحليل النفسي. دُعي أدلر لأنه دافع علنيا عن حق أي باحث في عرض أفكاره ومناقشتها بمن فيهم فرويد. كان أدلـر قد درس الدور الذي تلعبه الظروف الاجتماعية في الحياة النفسانية للمرضى موازاة مع الأمراض العضوية، لذلك سرَّته فكرة الشراكة مع فرويد.

كان والد ألفرد أدلر قد قدم إلى فيينا من برغلند، الضاحية الناطقة بالألمانية والقليلة التواجد اليهودي. لاشك أنهم كانوا يحيون في بيته الأعياد اليهودية لكن يهوديتهم كانت شاحبة ضعيفة المحتوى مأكولة الحواف ولم تترك أثرا لها في روح ألفرد. لم يكن الصبي ألفرد يلتقي إلا صبيانا نصرانيين، باستثناء بعض الحالات النادرة. ولعل أصدقاء ألفرد لم يدركوا حتى كونه يهوديا لأنه لم يكن يحمل أيا من ملامح النمط العرقي اليهودي. ربما لهذا لم يعي ألفرد باختلافه عن الناس الذين يلتقيهم في الشارع ولا باحتمال أن ينظروا إليه على أنه ذو أصل وضيع. لقد أحس ألفرد منذ البداية بـ “شعور الانتماء” ولم يحس أبدا أنه أجنبي. كان يعلم أنه عضو في جالية من الضروري أن تبدو جاليته الطبيعية الوحيدة الممكنة بالنسبة إليه. كما كان أسلوب أدلر في الحديث ولهجة الضواحي تبقى في خطابه حتى لما يتكلم باللغة الألمانية. هذه اللهجة الفييناوية الطبيعية في نطقه والتي لا يحاول إخفاءها أبدا كانت لها حلاوتها، كما يقول سبربر. هذا الشعور بالانتماء جعل أدلر ينفر من الديانة اليهودية ويقرر تركها ليعتنق النصرانية عام 1904 ، نظرا لكون الديانة اليهودية حصرية ومقتصرة على بني إسرائيل بينما كان يؤمن أدلر أن الديانة لابد أن تكون للبشرية جمعاء.

خلال شراكته مع فرويد ورفاقه، لم يكن أدلر مقتنعا تماما بضرورة استعمال أو تقليد مناهج العلوم الطبيعية في العلوم الإنسانية، فعوضا عن الآلية استعمل أدلر مفهوم “النموذج” الذي قدمته الماركسية من بين تعريفاتها للتاريخ، لذلك بدا لأدلر مغريا تحليل نماذج السلوك بدلا عن الآليات والأنواع المعروفة في علم الطبع التقليدي. وفضل استعمال مصطلح “الدافع الموجه” “Leitmotiv” للإشارة إلى النموذج الشخصي لكل فرد، وأطلق عليه لاحقا اصطلاح “منهاج العيش” أو أسلوب الحياة. لقد أدرك أدلر مبكرا أنه لا يستطيع التوافق مع الجماعة فخاطب كتابيا زميله فرويد سنة 1904 معلنا أنه لن يشارك مجددا في الاجتماعات. لكن فرويد رفض هذه الاستقالة وأقنعه بشق الأنفس بالرجوع إلى الحلقة فعاد من جديد بشرط أن تكون له الحرية في طرح الأفكار التي يراها الأصح.

نشر أدلر عام 1907 بحثه المعنون “دراسة حول التعويض النفساني لحالة القصور العضوي” أكـد فيه أن العجز عن التكيف مع القصور العضوي يـولد اضطرابات وجدانية. ثم توجه اهتمام أدلر سنة 1908 إلى البحث عن مبدأ يوحد بين الظواهر النفسية والعضوية ويقدم نظرية مقبولة. على هذا الأساس قدم أدلر مفهوم “غريزة العدوان” كمبدأ غريزي وحدوي تذوب فيه كل النزوات الأولية وتكون مرؤوسة من طرفه، ورأى أن نزوة العدوان هي المصدر البيولوجي للطاقة النفسانية المستخدمة حين يتجاوز الأفراد قصورا عضويا بالتعويض: “يضبط الاتزان النفسي المتذبذب دوما عندما تشبع النزوة الأولية عن طريق إيقاظ وتفريغ نزوة الغضب”. واقترح أدلـر أنه يجب النظر إلى الجنس على أنه رمزي، ففي حضارتنا تميل النساء إلى أن تصبحن عصابيات لأنهن تسعين بجموح لنيل الوضعية التفضيلية المبالغة للرجل في المجتمع. ولما تتمنين أن تصرن رجالا متخليات عن أنوثتهن فإنهن تصبن باضطرابات عصابية: كالحيض المؤلم والعلاقات الأليمة وحتى السحاق، وهذا ما يعبر عن ردود أفعالهن الاسترجالية. والرجال الذين يُفرطون في الاسترجال لا يستجيبون لقلق نابع من قلق الإخصاء بل هم يعوضون تعويضا فائقا عن إحساسهم بالعجز كأفراد ذكور. وقدّر أدلر أن الأحلام تقر بثبات هذا الرد الفعلي الاسترجالي.

كان أدلر يشغل منصب رئيس جمعية المحللين النفسيين بفيينا، ورئاسة تحرير مجلة “التحليل النفسي” التي كان ناشرا لها مع “ستيكل”، لكن رغم ذلك حدث الشقاق والفراق عن الجمعية. ففي مطلع جانفي سنة 1911 قدّم أدلر ثلاث محاضرات أمام جمعية التحليل النفسي عرض خلالها ما يتفق فيه مع أغلب أعضاء جمعية التحليل النفسي، وبشرح أوضح ما يختلف فيه معهم:

– رفض تأويل الحالة الأوديبية على أنها رغبة الطفل في الاستمتاع بلذة جنسية مع أمه، بل اعتبرها صراعا رمزيا.

– رأى أدلر أن كل الاضطرابات العصابية “تهدف إلى السيطرة على شخص ما من المحيط”، في حين أن هذا الهدف بالنسبة للفرويديين ليس الأصل الرئيسي للاضطرابات وإنما تصادف مع ما يعتقدونه آثارا جانبية مستحبة لمرض ما.

– عوَّض أدلر السببية بالغائية الجدلية.

– استبعد أهمية الغريزة الجنسية ورمى بالليبيدو إلى جزيرة خارج وجدان الإنسان.

– اعتبر دور الكبت ذا أهمية لكنه ليس حاسما.

– اعترف بأهمية الأحلام وتأويلها في علاج الأعصبة النفسية، لكنه وضع مفهوما خاصا لها ولم يتبنى لا المفهوم ولا المنظومة الأحادية الفرويدية في تفسيرها.

خلال السهرات الثلاث المخصصة للمناقشة التي تسمح باستخلاص نتائج من المحاضرات، عندما بدت التدخلات مختصرة في الثنائية {غريزة جنسية – إرادة القوة} لم يسع أدلر إلا أن يحس أنه لا يُفهم من قبل هؤلاء الفرويديين الأرثدكس الذين تمسكوا بمهاجمة البدعة (الأدلرية) بحمية شرسة. تركيزهم على تلك الثنائية بدا له مشحونا بالدلالات. حاول الفرويديون المتعصبون أن يبينوا له أنه وضع بينه وبينهم مسافة أكبر من أن يستطيعوا اعتباره واحدا منهم كمحلل نفساني بنفس اللقب مثلهم. من جهته، رفض أدلر ما اشترطه فرويد من تمسك بنظريته الأساسية، فالقول بأن “آلية وحيدة للأنا هي العنصر الأساسي” يعد تبسيطا مجحفا، وأدلر لا يرضى أبدا بعقائد يعتبرها محدودة، فألفرد الشاب كان قد تخلى عن الديانة اليهودية الأرثدكسية لأجداده لأنها تتضمن حسبه انعزالية من خلال كونها خاصة وحصرية لبني إسرائيل. وإن كانت اليهودية عند أدلر محدودة فإن جماعة فرويد كانت أكثر محدودية وأجدر به مغادرتها.

شعر فرويد بأن بقاء أدلر في جمعية التحليل النفسي سيجعل أفكاره تتهاوى الواحدة تلو الأخرى، فأعلن بصريح العبارة: “لقد جعل الله في أرضه متسعا من الأماكن، ولمن استطاع الحقُّ في اتخاذ بعضها طالما أراد ذلك دون أن نمنعه؛ أما الأشخاص الذين لم يعودوا يفهمون أنفسهم ولم يبقوا متفقين فمن غير المستحسن لهم البقاء تحت سقف واحد”. طبعا لم يكن أدلر عاجزا عن فهم التحليل النفسي فهو أحد مؤسسيه ورئيس جمعيته، بل كان منهج تفكيره مناظرا للنهج الذي أراده فرويد للتحليل النفسي منذ التقائهما، وكان الاتفاق أن يقدم كل منهما مساهمته الخاصة لإثراء هذه المقاربة النفسية الدينامية المستحدثة. و عام 1934 عبر فرويد عن التباين المطلق بينه وأدلر منذ لقائهما الأول، حيث قال: “إن نظرتينا (هو وأدلر) كانتا منذ البداية الأولى متعارضتين، لكنهما اليوم صارتا نهائيا أكثر تعارضا من أي وقت مضى”. هذه العبارة تنفي بوضوح ادعاءات المحللين النفسانيين بأن أدلر كان تلميذا لفرويد.

قَدَّر أدلر أنه لم يعد ينتمي إلى جماعة للحوار المفتوح فتخلى عن منصبه كرئيس لجمعية التحليل النفسي بالإضافة إلى كل الوظائف التي كان يشغلها في الجمعية (كرئاسة تحرير المجلة ونشرها)، وانسحب من الجمعية ثم تبعه تسعة من المبتدعين الآخرين نذكر على الأخص منهم “كارل فولتمولر” و “ألكسندر نوير” و”إيرفين فيكسبيرغ” (الذي يُعتبر كتابه “علم النفس الفردي” من أبرز عروض المذهب الأدلري) و “فروشل.إ” (مبدع أسلوب جد مشهور لعلاج الاضطرابات اللغوية) و”أوبنهايم” (الذي تولى رئاسة الاجتماعات الجماهيرية المنظمة من قبل المنشقين) و”أوطو كراوس”. وشكل المنشقون العشرة حلقة “المحللين النفسانيين الأحرار” وأسسوا “الجمعية الحرة للتحليل النفسي”. وشرعت الجمعية في نشر كتاباتها لدى دار النشر “راين هارت” بميونيخ. ثم غيرت جمعية أدلر تسميتها إلى جمعية علم النفس الفردي المقارن. اختار أدلر اصطلاح ‘فردي’ لمدرسته لأنه يؤمن بأن كل إنسان ذو شخصية خاصة فريدة من نوعها ويضيف هربرت شافر (1975. 5) بأنه يأخذ الفرد كاملا باعتباره وحدة غير قابلة للانقسام، و’مقارن’ لأنها تستند إلى معيار اجتماعي دوما. وشرعت الجمعية في تقديم محاضرات في علم الأمراض الوجدانية. تقدم أدلر سنة 1912 -كمترشح لمنصب أستاذ محاضر في كلية الطب بجامعة فيينا- بدراسة تحت عنوان “لمحة عامة عن علم النفس الفردي والعلاج المقارن”. هذا العمل هو نفسه الكتاب الذي نشره لاحقا تحت عنوان “الطبع العصبي”، وحقق به أعلى المبيعات وعرف نجاحا باهرا. لكن بالمقابل أتى الرد على دراسة أدلر المقدمة لجامعة فيينا بالرفض لتأهيله كأستاذ سنة 1915، وبإجماع من طرف فريق الأساتذة الأطباء من كلية الطب. في الواقع، طيلة السنوات التالية لقطيعة أدلر عن التحليل النفسي لم تكن جامعة فيينا تقيم تقديرا رسميا لميزة أدلر كمفكر ولا لنشاطه كمربي ومعالج. لاقت محاضراته ودروسه وكتاباته اهتماما كبيرا من قبل الجمهور، والفحوص النفسية التربوية التي أبدعها لاقت نجاحا باهرا، لكنها كانت كلها تمر عبر قنوات غير رسمية. وقد جاء رفض تأهيله كأستاذ استمرارا لهذا الجحود الرسمي والأكاديمي.

أسس أدلر رفقة فورتمولر “مجلة علم النفس الفردي” سنة 1914، كما ألفا معا كتاب “الشفاء والإنشاء” (أي العلاج والتكوين). لكن نفس هذه السنة عرفت اندلاع الحرب العالمية الأولـى، تبعا لذلك استدعي أدلر سنة 1916 لأداء الخدمة العسكرية كطبيب عسكري في الجيش المجري، فتولت منذ ذلك الحين شارلت ستراتر مهمة نشر “مجلة علم النفس الفردي” طيلة الحرب العالمية الأولى بمدينة زوريخ. خلال خدمته العسكرية الحربية نُقِل الطبيب العسكري المجري ألفرد أدلـر إلى مستشفى غاريسون بـ كراكوفيا ثم إلى بيرنو ثم إلى المستشفى الحربي غرينزينق بفيينا، وكانت مهمته إرجاع الجنود المتعافين إلى ساحة الوغى. تميزت هذه الفترة بتصاعد اعتراضه على الدور الذي أسدي إليه وكان يلوم نفسه على قبوله إياه، كما تشهد على ذلك الكوابيس المعذبة التي لم يتوقف عن رؤياها حول الموضوع. هذه الخبرة التي انضافت إلى معتقداته الماركسية أدت بدون شك إلى اطلاع أدلر وتبنيه للاتجاه الراديكالي المسالم للمعارضة اليسارية المتطرفة. فبعد نهاية الحرب العالمية الأولى مباشرة اتخذ مواقفا ثورية علنية ضمن كتيبه “من الضفة الأخرى”.

بعد الانخراط في الثورة أصبح أدلـر عضوا في المجلس الثوري للعمــال لمدة نصف سنة، وترأس أحد مجالس العمال الذي أقيم مباشرة بعد قلب النظام الملكي. لكن هذه الفترة العصيانية لم تدم طويلا إذ اختفت مجالس العمال من الساحة السياسية وانسحب أدلـر من النشاط السياسي بفعل انهماكه في عمله. غير أن من المحتمل أن علاقات الصداقة الشخصية التي ربطته بالثوريين الروس قبل الحرب إن لم تؤثر فيه فإنها ساعدته على ألفة الحركة الثورية. أما الطالبة الروسية الشابة “رايسة” التي تزوجها أدلر سنة1897 فقد بقيت على اتصال دائم مع مواطنيها الطلبة الذين هاجروا مثلها من روسيا لمزاولة دراساتهم بحرية، أو النشطاء السياسيين اليساريين المتطرفين. كان تروتسكي و يوفي من بين العديد من المنفيين الذين أصبحوا قادة للثورة وكانوا يرتادون بيت أدلر. ورغم قصر المدة التي أعلن فيها أدلر عن مواقفه السياسية إلا أنها كلفته ضم اسمه إلى القائمة السوداء للمرشدين الثوريين، وعلى هذا الأساس حرم لاحقا من دخول الأراضي السويسرية.        عمل أدلر انطلاقا من سنة 1920 أستاذا مربيا بمدرسة المربي الخاصة بجمعية أصدقاء المدرسة الحرة. كما بدأ سلسلة محاضرات في مركز تربية البالغين بفيينا ومراكز التوجيه التربوي (إلى غاية سنة 1934). وأصدر أول طبعة لـ “تطبيق ونظرية علم النفس الفردي” بميونيخ. وانعقد المؤتمر الدولي الأول لعلم النفس الفردي بميونيخ سنة 1922. وبعدها بسنة أصدر أول عدد لـ “المجلة الدولية لعلم النفس الفردي”. وفي سنة 1924 تحصل أدلر على شهادة مدرس للأقسام المسائية في المعهد التربوي بمقاطعة فيينا، وشكلت هذه الشهادة علامة التقدير الوحيدة التي رخص أساتذة العاصمة النمساوية بإعطائها لهذا الرائد في علم نفس الوجدان والنفساني التربوي اللامع.

توصل أدلر إلى القناعة بأن مصير علم النفس سوف يلعب في أمريكا أكثر من أوروبا أو الاتحاد السوفياتي، ففكر في نقل مركز حركته نحو أمريكا. لكن في انتظار تحقيق هذا المشروع حاول أدلر تقديم علم النفس الفردي إلى الجامعات الكبرى والمدن الرئيسية العالمية باقتناص أتباع نافذين وبتأسيس جمعيات أطباء ومربين تضمن نشر مذهبه.

أدلـر العالم النفساني العالمي

       كثرت الدعوات التي كان يتلقاها أدلر من جامعات نيويورك وبوسطن والجامعات المتطلعة لمعرفة مذهبه، بعد تزايد الاهتمام الذي عرفته أفكاره في الولايات المتحدة، خصوصا وأن تيارا فلسفيا غلب على أمريكا آنذاك “براغماتية وليام جيمس و بيرس” التي كانت ترى للفكر والنفس عموما وظيفة موجهة إلى تحضير وإرشاد الفعل وضمان فعاليته. كانت هذه الفلسفة ميدانا خصبا لنشر الأفكار الأدلـرية. وأحد ألمع ممثلي هذا التيار الفيلسوف المربي “جون ديوي” كان من بين المتعاونين في مجلة علم النفس الفردي. كُرِّم ألفرد أدلر المجري الجنسية سنة 1930 كمواطن شرفي بفيينا بمناسبة عيد ميلاده الستين. كما قدم الإصدار التشريفي الأول لـ “التربية الذاتية للطباع”. ثم تحصل على جائزة مواطن فيينا قدمها له “مايور سايتزر” يوم 14 جانفي 1932. وبعدما أسس أدلر مدرسة صيفية لـ “علم النفس الفردي” بـ “سيمرينغ و فيينا”، رجع أدلر إلى نيويورك واشتغل بها معالجا نفسانيا ومحاضرا وأستاذا محاضرا زائرا في علم النفس الطبي بـ “لونغ إسلند كوليج”.

لما وصل “أدولف هتلر” إلى الحكم في ألمانيا، وضع النازيون أعمال أدلـر السابقة ضمن قائمة الكتب المحظورة. لكن أدلر كان قد استقر بأمريكا قبل ذلك ثم بعد تردد طويل وافقت زوجته “رايسة” ثم ابنيه “كورت و ألكسندرا” على الرحيل إلى نيويورك. ابنته ألكسندرا اختارت مبكرا نهج أبيها بتوجهها إلى الطب العقلي وتحصلها على مناصب عليا في النمسا أولا ثم في جامعات وعيادات أمريكية، ويعود إليها الفضل في العديد من الأعمال القيمة. ابنه الوحيد “كورت” كذلك أصبح طبيبا عقليا وكرس نفسه لعلم النفس الفردي وأصبح أحد رواده.

في عام 1935 أصبح علم النفس الفردي جد منغرس في الولايات المتحدة وحتى في المملكة المتحدة، ليتمكن أدلر بمساعدة من أتباعه ومعجبيه الأمريكان من إنشاء جريدة “علم النفس الفردي” بالانقليزية التي سمحت بتوسيع رقعة الاهتمام بمذهبه إلى مجموع الجمهور الأنقلوسكسوني. كما واصل أدلر الكتابة في مجلاته الخاصة وفي العديد من الدوريات الأخرى، إذ نشر ما لا يعد من الكتابات والمقالات. كل ذلك سمح له بأن يصبح عام 1936 أستاذا محاضرا في جامعة كولومبيا.

أدلـر الغــائي من الصعب تكوين فكرة عن النشاط الذي أبداه أدلر طيلة حياته وعن الحركية التي ميزته إلى غاية وفاته. عند الخمسين من العمر وطيلة السنين العشر التالية للحرب العالمية الأولى عرف أدلر أوج فترات نشاطه، حلقة تلامذته اتسعت لأنه يعطي انطباعا بالجمع بين معرفته العميقة بالناس وفطنته المميزة وطيبته الأصيلة فيه. لقد كان دوما مراعيا وخدوما في الأمور الصغرى كما في الكبرى، قادرا على النهوض في عز مناقشة ما ليغلق النافذة إذا لاحظ أحدا به زكام أو اعتراه البرد. وبالإضافة إلى ممارسته العلاجية النفسية التي كانت تمتصه أكثر فأكثر لأن الزبائن الكثر يتدفقون من كل حدب وصوب، فقد كان يشتغل في عيادته. زد على هذين الانشغالين تدريسه في المدرسة العادية بفيينا. وكان كل مساء تقريبا يقدم دروسا سواء في الجامعات الشعبية أو أمام حلقة صغيرة من معاونيه الذين يجتمعون ببيته. كما كان يشارك بانتظام في الاجتماعات الأسبوعية لجمعية علم النفس الفردي التي جعلها التدفق الجماهيري تصبح كما ينبغي لها أن تكون: مدرجا كبيرا يسمح باستيعاب حشود المستمعين والمشاركين.

كان من المؤلم جدا لأدلر مغادرة فيينا ومنزله بـ “فيينرفالد”، لكنه كان رجلا غائيا جدا جد متعطش لمطاردة الهدف الذي حدده لنفسه، وبالتأكيد كان ينقصه الوقت للاستسلام إلى الحنين والحسرة عندما رحل واستقر بأمريكا. ورغم استقراره بنيويورك إلا أن أدلر لم يقطع اتصالاته بالجمعيات الوطنية المختلفة التي تأسست في مختلف بلدان أوربا الغربية. كما أن جولات المحاضرة أعطته فرصة رعاية المنظمة ونشاطات الأفواج التي تشكلت في كافة أنحاء أوروبا. يقوم أدلر بكل ذلك موازاة مع آدائه لوظيفته كأستاذ في جامعة كولومبيا ومدرسة الطب “لونغ إسلند” الكائنتين بنيويورك. وأخيرا شهدت هذه الفترة إصدار أغلب كتبه ومقالاته.

وفـاة عالم

خلال جولة محاضرات قادته إلى اسكتلاندا لفظ أدلـر أنفاسه الأخيرة بعد سكتة قلبية صعقته، هوى إثرها على رصيف الشارع في الصبيحة الباكرة من يوم 28 ماي 1937 على بعد خطوات من فندقه بمدينة أبردين، حين كان يمارس رياضة المشي الصباحي التي كان مواظبا عليها. ألفرد أدلر المجري الجنسية الفييناوي الموطن المغترب بأمريكا يموت على رصيف شارع لا يعرفه فيه أحد في بلد لا يعرف عنه شيئا (اسكتلندا)، بعيدا عن وطنه الأم المجر وبعيدا عن محبوبته فيينا التي لم يكن يطيق الابتعاد عنها، وبعيدا عن أرض ميعاده أمريكا. ويحرق جثمانه في مدينة لم تربطه بها سوى محاضرة لم يلقها أبدا. وفوق ذلك، اختفى رماد جثته ولم يعثر عليه أحد، وظل اختفائه لغزا محيرا، حيث لم تستطع عائلته الحصول على رفاته ولا دفنه، وظلت أجيال من عائلته غير قادرة على إكرامه بزيارة قبره. وإثر جهود جبارة بذلها سفير النمسا باسكتلندا تكلل البحث بالنجاح عام 2012 في إيجاد رفاته وإعادة دفنها في جنازة رسمية حضرتها أسرته وبعض أتباعه. والغريب المحير هو أن الرفات وجدت في مقبرة مجاورة للسفارة النمساوية في اسكتلندا. ألفرد أدلر الرجل الذي نجا خلال طفولته من الموت المحقق عدة مرات، عاش في صراع حميمي مع الموت، لا كمريض بل كطبيب. هذا القرار الشجاع بمواجهة الموت كفارس أسطوري يعود إلى طفولته حين قرر أن يصبح طبيبا بدلا من أن يكون ميتا. وفعلا كان له ما أراد. لقد مات كفارس يمشي على قدميه، وليس كمريض ملقى على فراش. بل لم يشعر حتى بقدوم الموت ولا بأعراضه. أدلر الغائي كان له برنامج خاص لا يشكل الموت جزء منه، برنامج مكثف يتجاوز العمر له ليتقدم فيه ويبلغ نهاية نشاطه كمعالج وأستاذ وفاحص ومحاضر ومدير ومنظم لمدرسة علم النفس الفردي وناشر لمجلة ومؤلف لمقالات وكتب أعلن عنها لكنها لم تكتب أبدا. فوق كل هذا كان عليه أن يوضح لنفسه العديد من المسائل، إذ في أواخر سنين حياته بدأ يطرح تساؤلات عن معنى الحياة بمصطلحات جديدة ويعطي للعقيدة الدينية والغيبيات مكانة لم تكن تبدو له ممكنة ولا حتى ضروريا الموافقة عليها قبل عشر سنوات. وكل تفكيره توجه بالخصوص نحو التأمل في “القوة الإبداعية” للبشر: تلك التي هي ملكة لكل إنسان وليس للفنانين فقط.

سنة 1938 أصدرت الروائية “فيليس بوتوم” أول سيرة حياة كاملة عن ألفرد أدلر الذي تربطها به علاقة صداقة بعيدة المدى، وكان “مانس سبربر” قد تطرق إلى سيرته في كتاب سنة 1926. وبعد وفاته بسنتين (سنة 1939) عاد النحس ليطارد أدلر ومذهبه إذ قامت السلطات النازية بحظر جمعية علم النفس الفردي. لكن سنة 1946 فك الحصار عن كافة نشاطات جمعيات ومعاهد علم النفس الفردي عقب نهاية الحرب العالمية الثانية.

مـؤلفـاتــه

ألف أدلر الكثير من الكتب والدراسات باللغتين الألمانية والانقليزية؛ لم نستطع إحصاءها كلها لكننا نكتفي هنا بذكر أهمها على الإطلاق، مع إرفاقها بترجماتها إلى العربية أو الفرنسية إن وجدت.

الكتب والدراسات :

1907 – Studie uber Minder wertigkeit von organen, Wien.

-La Compensation psychique de l’état d’infériorité d’organes. PBP. Paris. 1956.

1912 – Ueber den Nervosen charakter, Wiesbaden.

-Le tempérament nerveux, PBP Paris 1926.

“الطبع العصابي” :  هذا الكتاب  يعتبر  ميلاد  علم  النفس الفردي المقارن  وقد  تضمن  الخطوط  العريضة لما سيجتهد  أدلر لاحقا في إبرازه  من الناحيتين النظرية والعلاجية . ووضح  فيه  الجدار الذي  يفصله عن  التحليل  النفسي.

1914 – Heilen und bilden (hrsg.Mit. C. Furtmüller), München

“الشفاء والبناء” : أي “العلاج والتكوين”، لم يترجم هذا الكتاب إلى غير الألمانية -في حدود علمنا. هو تأليف مشترك فورتمولر، يجمع العديد من الأعمال التي أنجزها أدلر قبل انشقاقه عن التحليل النفسي. ويتضمن مبادئ العلاج النفسي الأدلري وكذا تكوين المعالجين.

1919 – Die Ander Seite, Wien

“من الضفة الأخرى” : تضمن هذا الكتاب أراء سياسية ثورية.

1920 – Praxis und theorie der undividualpsychologie.münchen

نلاحظ قلب الترتيب المعتاد لمصطلحي النظرية والتطبيق إلى “تطبيق ونظرية علم النفس الفردي” ، وهذا يدل أن أدلر لم ينس أبدا أنه طبيب، لكنه يسعى إلى هدف خارج اختصاصه، كما يدل على مدى التوجه التطبيقي لتفكير أدلر وآراءه. وهو كتاب من جزئين:

-Pratique et théorie de la Psychologie individuelle comparée. PBP. Paris. 1951.

1926.a – L’enfant  difficile. PBP. Paris.

“الطفل الصعب” : هو سلسلة محاضرات تطبيقية قدمها أدلر أمام الجماهير، حيث يعرض عليه الآباء والمعلمون والمربون تقارير حول مشكلات أطفالهم، ويقوم أدلر بدراسة وتفسير المشكلة واقتراح العلاج من خلال التقرير. وقد أبدع أدلر في هذا النوع من المحاضرات الاستعراضية بفعل قدرته التنبأية العالية.

1926.b – Liebesbeziehungen und deren strungen, Wien.

1927 –MenschenKenntnis, Leipzig.

“الطبيعة البشرية” : تعريب عادل نجيب بشرى. المجلس الأعلى للثقافة. القاهرة. 2005.

عنوانه الأصلي “فهم النفس الإنسانية”. يبدو أن أدلر قدم هذا الكتاب لجمهور القراء لذلك جاء مبسطا وعاما، يعرض فيه بإيجاز عناصر مذهبه. ويعد هذا الكتاب حوصلة شاملة وجذابة لآرائه ونظرته للنفس الإنسانية.

-Connaissance  de l’homme. PBP.Paris. 1949.

1929.a – Problems of neurosis, Kegan Paul, London

“العصـاب” : تعريب أحمد الرفاعي وفارس ضاهر، دار ومكتبة الهلال. بيروت. 1982.

وهو كتاب يتضمن مجموعة من دراسات حالات، رتبها أدلر في فصول بحيث حاول توضيح المفاهيم الأساسية لنظريته حول العصاب والاضطرابات النفسية من خلال حالات واقعية. هذه الترجمة الحرفية عن الفرنسية جاءت رديئة -نوعا ما- إذ جعلت الكتاب يفقد جاذبيته.

1929 .b – Individualpsychologie in der  schule, leipzig .

علم النفس الفردي في المدرسة : هو مجموعة محاضرات وتأويلات حالات استعراضية مباشرة أمام الجمهور وجهها أدلر للمعلمين والأولياء والمربين بغية تعريفهم بمبادئ مدرسته النفسية.

-Ecole et psychologie individuelle comparée. PBP. Paris. 1975

1929.c – The  case  of Miss “R” the interpretation of a life  story. Allen & Unwin. London.

1929.d The  sience  of  living , Allen & Uniwin, London

كتبه أدلر بالانقليزية وهو كتاب يحوصل أهم أفكار وعناصر نظرية أدلر إلى غاية تلك السنة.

1930.a – Die technik der  individualpsychologie. München 

-La psychologie de l’enfant  difficile. PBP 1952.

1930.b – Guiding   the  child, by adler  and  associates. Allen & Uniwin. NY.

 وهو كتاب جماعي التأليف شاركه فيه مجموعة من أتباعه، يتضمن تقارير أعدوها من خلال أعمالهم في عيادات توجيه الأطفال بفيينا.

1930.c – The education of  children; Allen & Uniwin, London.

يعرض فيه منظومته النظرية ككل وتطبيقها في ميدان تربية الأطفال: الشعور بالقصور وابتغاء السمو وكيفية توجيههما وتنشئة طفل نازع اجتماعيا. وأخيرا الأخطاء التربوية وضرورة تربية الأولياء.

-Education  des  enfants . PBP.paris. 1977

– تربية الأبناء. ترجمة عادل نجيب بشري.

1931 – The pattern of life . Kegan Paul, London.

-“نمط العيش” : وهو عبارة عن مجموعة دراسات حالات.

1931 – What life should mean to you. Allen & Unwin. London.

-“معنى الحياة” : تعريب وتقديم عادل نجيب بشرى. المجلس الأعلى للثقافة. القاهرة. 2005.

وهو كتاب ألفه أدلر بالانقليزية، ويمكن أن نعتبره كدليل لعلم النفس الفردي، إذ يعرض بشكل واف مختلف أركان النظرية الأدلرية. وهو يعد من أهم مرجع أدلري والأفصح عن مذهبه. وكانت الترجمة أمينة متقنة. وقد ترجمه -قبل ذلك- عبد العلي الجسماني تحت عنوان “سيكولجيتك في الحياة كيف تحياها”. ورغم سناء الترجمة التي قدمها الجسماني والتي جعلت الكتاب تحفة من تحف علم النفس الفردي وعلم النفس عموما، إلا أنه لم يترجم إلا بعض فصول الكتاب وكان انتقائيا في ترجمته، ولم يشر إلى ذلك مما أخل بأمانة الترجمة ومصداقيتها.

1933.a – Der sinn des lebens , Wien.

معنى الحياة : هذا الكتاب هو النسخة الألمانية للكتاب السابق، لكنه لم يقدم فيه كافة الفصول التي قدمها في النسخة الانقليزية السابقة، ولعل ذلك يرجع إلى تعود القراء الألمان على نظريته. كما أضاف له عناصرا هامة.

-Le sens de la vie. PBP. Paris. 1950.

1933.b – Religion und individualpsychologie (hrsg mit Ernest Jahn), Wien.

الدين وعلم النفس الفردي : في القسم الأول من هذا الكتاب عرض القس “ياحن” نظرة الكنيسة إلى الإنسان وتفسيرها للظواهر والسلوكات النفسانية، ثم في القسم  الثاني عرض أدلر نظرة علم النفس الفردي العلمية المحضة غير المتأثرة برأي الكنيسة. ويعتبر هذا الكتاب محاولة للجمع بين العقيدة الدينية والنظرة العلمانية النفسية ومحاولة إبراز أوجه التقارب بينهما. وهو التوجه الذي ظهر في العشرية الأخيرة من حياة أدلر، حيث تضاعف اهتمامه بالغيبيات.

-The case  of  Mrs. “A” , The diagnosis of  a life  story . Daniel and Co, London.                                                       

وهو دراسة حالة السيدة التي رمز لها بالحرف “أ”، قدم فيه تشخيصا نفسيا لهذه الحالة من خلال قصة حياتها.

المقـالات

نشر أدلر ما لا يعد من المقالات في مختلف المجلات والدوريات المعاصرة له، ويمكننا على سبيل الحصر ذكر مجلاته الخاصة :

– International Zeitcshrift fur Individual Psychologie. Hirzel. Leipzig.

– Individual psychology publication. Daniel & Co. London.

مخـلفـاتـه

       لم يمت علم النفس الفردي مع ألفرد أدلر، فقد خلف من بعده العديد من معاونيه، على رأسهم “رودلف دريكورس” و “هاينز آنسباخر”. وتلامذته، على رأسهم ولديه ألكسندرا و كورت، الذين أصبحا بعده رائدين لعلم النفس الفردي. وكان كارل روجرس من تلامذة أدلر، كما يعترف بأستاذيته لهما كل من ألبرت إليس وأبراهام ماسلو، الذين استفادا من نظريته في تطوير أفكارهما. ومن أبرز من عملوا على نشر علم النفس الفردي في العالم الفرنكوفوني “هربرت شافر” الذي ترجم أغلب أعمال أدلر إلى الفرنسية. وفي العالم العربي، تمت ترجمة أربعة كتب فقط لأدلر، وهو ما جعل الجوهر الحقيقي لأفكار أدلـر مجهولا عند العرب، سواء كانوا من أهل الاختصاص أو من أهل الاطلاع. تجدر الإشارة إلى أن الأتباع المعاصرين أصبحوا يطلقون تسمية “علم النفس الأدلري والعلاج الأدلري” أكثر من تسمية “علم النفس الفردي”، كما اختفت كلمة المقارن من الأبجديات، علما أن ألفرد أدلر أطلق على مدرسته تسمية “علم النفس الفردي المقارن”. إضافة إلى التركة البشرية، ترك أدلر معاهدا ومدارس منتشرة في كافة أنحاء أوروبا وأمريكا، لتنتشر مع الزمن إلى كافة أنحاء العالم، عبر مختلف القارات. وقد اتسعت رقعة المعاهد لتشمل كندا وأمريكا الشمالية كلها وجنوب أوروبا وآسيا الشرقية كذلك. وكل المناطق التي لم تبلغها في حياة أدلـر. ومع تطور التكنولوجيا أصبح بإمكانها تقديم خدماتها النفسية والتكوينات في النظرية والعلاج النفسي الأدلريين.

لمزيد من التفاصيل اطلع على المقال التالي

http://dspace.univ-eloued.dz/bitstream/123456789/19024/1/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D8%A3%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AF%20%D8%A3%D8%AF%D9%84%D8%B1.pdf

3 Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *